هل تساهم العلوم في توطيد الإلحاد؟

 

في بداية دراستي للفيزياء، و بوصفي مسلما، كنت أظن أن أعظم علماء العالم يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، لكنني اكتشفت أن أكثرهم ملحدون1  و لاحظت أيضا أن الفكر الإلحادي يسود طبقة المفكرين و الفلاسفة الغربيين. ذلك أمر أثار استغرابي لمدة طويلة. و لكن، بعد دراستي في بيئة غربية و اطلاعي على كثير من كتب الملحدين؛ مما أتاح لي فرصة التعرف عن كثب على طريقة تفكير الملحد، فهمت -إلى حد ما- سبب اختيارهم للالحاد. فدعوني أناقش مسألة الالحاد و الإيمان بوجود من وجهة نظر شخصية.

الإيمان بوجود خالق هو أمر منتشر بين الناس من قديم الزمان بل هو صفة كونية و فطرية (universal and innate). فهو أمر يكاد أن يكون مغروسا في النفس -على حد تعبير عالم البيولوجيا التطورية Richard Dawkins الذي يعد من أكبر العلماء الملاحدة المعاصرين، بل و المحاربين للأديان بشكل عام2. و هذا منعكس في حقيقة أن أكثر من ٥٤٪ من الناس يؤمنون بالإله الواحد -monotheism- أو بشكل عام فإن ٨٤٪ من الناس هم أتباع ديانات تؤمن بالخلق3

الإلحاد في المقابل، أصبح -لدى الغرب و غيرهم- دلالة على استقلالية المرء الفكرية. لأن أكثر الملحدين كانوا أتباع ديانات و لكنهم رفضوا الإيمان بمعتقدات تلك الديانات بحجة أنها غير منطقية و لا يمكن اختبارها تجريبيا. و اللادينيون كذلك و إن كان بعضهم يؤمن بوجود خالق أو وجود هدف لهذا الكون. و لكن هناك رأي أن الإلحاد و اللادينية و اللاأدرية، تشكلت بشكل كبير باعتبارها ردة فعل ضد الأديان، و هذا ما سأحاول أن أبينه في مقالي هذا، و خاصة من الجانب العلمي.

من وجهة نظر علمية طبيعية بحتة، ليس بإمكان المؤمن بوجود الخالق ولا الملحد أن يثبت أحدهما بشكل مباشر -تجريبيا أو رصديا- وجود أو عدم وجود خالق. لأن هذا السؤال خارج عن اهتمام/نطاق العلوم الطبيعية في الأصل.4.

العلوم الطبيعية -كما يراها كثير من المختصين- ليست قادرة على الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها الإنسان فهناك أسباب تكمن في قصور الوسائل العلمية نفسها، أو خروج السؤال عن نطاق العلوم، أو أن بعض الأسئلة لا معنى لها!

و لكن، يوجد من يحاول من بعض أصحاب الديانات أن يستغل العلوم ليثبت ديانته، فقد شاهدنا و قرأنا كثيرا من التأويلات لبعض النظريات العلمية لإظهارها بأنها تدعم أو تثبت، مثلا، القرآن أو التوراة أو الانجيل. و من منطلق علمي، أعرف يقينا أن كثيرا مما يقال لا يصح لأن كاتب المقال أو المتكلم؛ يجهل النظرية، و لا يعرف عنها سوى ما يقرؤه في كتب تبسيط العلوم و التي قد تحوي أخطاء في التشبيه و عدم دقة.
فإذا أنت لم تدرس البنية الرياضية و التجريبية للنظرية بدقة و من منطلق علمي صارم. فلن تحصل على فهم صحيح لها. و بالتالي فإن استنادك عليها لإثبات أو نفي الدين أو الخالق هو استخدام قاصر. (مثلا: اقرأ موضوعي: لا تصدق كل ما يقال إنه إعجاز علمي)

في المقابل، هناك ملحدون يستغلون العلوم لإثبات أنه لا وجود للخالق على الرغم أن الإجابة على هذا السؤال ليست من اهتمامات العلوم -كما يرى بعض العلماء-. و سأبين تحديدا ماذا أقصد بهذه العبارة، و سأضرب أمثلة عليها.

من الأسئلة التي ليست لها إجابة علمية حتى الآن: ما هي الحياة؟ فمن وجة نظر فيزيائية و كيميائية الأحياء و الجوامد هي عبارة عن ذرات و جزيئات. و إن كانت الأحياء تمتاز بأنها تملك خلايا و DNA و بروتينات تحوي مركبات كيميائية معقدة جدا. فهناك مركبات جامدة مقعدة أيضا، بل إنه بالإمكان تصنيع بعض المركبات الكيميائية الموجودة في الأحياء و لكن دون إمكانية اكسابها صفة الحياة.

قضية الحياة. قضية معقدة و تعتمد على تعريف الباحث لها. فإذا قلنا أن الحياة هي استطاعة النظام -أيا كان- أن يتبع قوانين محددة و أوامر، فهذا ينطبق على كل شيء في الكون. فحتى الذرات نفسها لا تتألف بشكل عشوائي و إنما بناء على قوانين الطبيعة. كما أن الـ DNA و الـ RNA كلاهما يحمل الأوامر و يعمل ضمن قوانين بيولوجية محددة غير معروفة علميا بشكل دقيق و كامل نظرا لتعقيد تلك الأنظمة.

الكون محكوم بقوانين الطبيعة. و هنا نأتي إلى وجهات نظر متباينة. بعض العلماء يرى أن تلك القوانين مجرد صدفة، بينما يرى آخرين أنها قوانين وضعت من قبل من صنع الكون، أو الخالق. و لكن إثبات ذلك خارج عن نطاق العلوم -كما هو الرأي السائد تقريبا-. و لكن العلوم لا تستطيع أن تجيب عن أكثر الأسئلة فضولا: لماذا كانت القوانين الطبيعية على ما هي عليه الآن؟ فلو أنها انزاحت قليلا عما هي عليه لما كان لنا وجود في الأصل!

هناك مشكلة علمية و هي أننا نجهل الكثير عن هذا الكون. و يتمثل ذلك -في مجال الفيزياء و الفلك- فيما يعرف بالطاقة المظلمة و المادة المظلمة. فالقوانين و النظريات و التجارب التي نعرفها و التي سوف نقوم بها لن تجيب عن كل الأسئلة العلمية المطروحة -فضلا عن الأسئلة غير العلمية-.

مثلا، نظرية التطور. هي نظرية تحاول أن تجيب على السؤال: ما هو أصل تنوع الأحياء؟ و الإجابة العلمية التي يرجحها أكثر العلماء هو عن طريق الانتخاب الطبيعي. و لكن، ليس من ضمن اهتمامات النظرية أن تجيب على السؤال: كيف و لماذا يتم هذا الانتخاب؟ و ما هو أصله؟ أو حتى ما هو أصل الحياة؟
و لكن، تجد المتدين الذي يؤمن بالتطور يقول أن الخالق هو الذي أمر، بينما الملحد يقول أن الانتخاب مبني على الصدفة و أن الحياة مبنية على الصدفة. و أكرر أنه ليس من نطاق العلوم -كما أزعم و يزعم غيري- تقرير أيهما الصحيح. بل هي وجهات نظر يتم إسقاطها على النظرية لكي يدعم كل واحد وجهة نظره. هذا فضلا عن أن النظرية لا يمكن إثباتها -أو نفيها- تجريبيا في مداها الشمولي البعيد لأننا نحتاج للانتظار ملايين السنين حتى نرصد التطور النوعي إن وجد -ليس الميروبيولوجي لأنه مرصود و ثابت تجريبيا-.

مثال آخر هو تجربة المصادم الهادروني الكبير LHC أو ما يعرف إعلاميا بتجربة الانفجار العظيم. تجد كلا الطرفين يقول أن التجربة سوف تثبت وجهة نظره. و هي آراء مبنية على جهل بالتجربة. فالتجربة ليست من اهتماماتها إثبات أو نفي الخالق. و إنما دراسة مكونات الكون و استكشاف حالة الكون عند طاقات بعيدة عن الطاقة المفترضة لبداية الكون و لكن مدة زمية قريبة. و أقصد تحديدا أن هذه التجربة لا تستطيع دراسة الانفجار العظيم نفسه -إن وجد- لأن الطاقة المفترضة لذلك الحدث تتجاوز طاقة هذه التجربة بمعامل قدره عشرة مرفوعة للقوة ١٨ (أي واحد و ١٨ صفرا على يمينه). إن بناء أجهزة بإمكانها الوصول إلى تلك الطاقة هو أمر خارج عن إمكانيات البشر حاليا و ربما إلى مئات السنين و ربما إلى الأبد. و السبب وراء ذلك هو الصعوبة التقنية، فحتى الآن لا يعرف العلماء كيف يمكنهم تجاوز طاقة المصادم الكبير بمعامل قدرة ١٠، فما بالك بـ ١٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠! إذن فالحديث عن بداية الكون هو مبالغة عندما نربطه بهذه التجربة.

و في هذا المجال (مجال علم الكون) هناك أسئلة لا يجيب عنها العلم لأنها خارجة عن نطاق النظرية و التجربة. فنظرية الانفجار العظيم تفترض أن طاقة الكون في بدايته كانت طاقة عظيمة جدا جدا. و لكن لا توجد إجابة عن مصدر تلك الطاقة. و بغض النظر وجهات نظر المتدينين و الملحدين في الأمر.

و هكذا لأكثر المسائل المطروحة، سنجد كلا الطرفين يثبت كلامه أو ينفي كلام الآخر بناء على العلوم. على الرغم من أن العلوم لا تحمل إجابات لكل الأسئلة الفلسفية و الأخلاقية و لا حتى المادية لهذه الحياة و هذا الكون. و عليه فإن محاولة ترسيخ مبادئ الإلحاد من خلال العلوم لا تعدو أن تكون توجه شخصي لأصحاب الفكر الإلحادي، و ذلك بإسقاط رؤاهم على النتائج و التجارب التي توصل إليها العلم. على الرغم من أن المنطلق العلمي في استكشاف الكون، تدفعه الرغبة في وصف و استكشاف آلية عمل الكون، بصرف النظر عن الأسئلة الفلسفية أو الخارجة عن نطاق المادة التي يتناولها المفكرين و أصحاب الديانات أو حتى الملحدين.

لقد حاولت في هذه النبذة السريعة أن أكتب مقالا حياديا  و هدفي أن أبين أن العلوم خارجة عن نطاق الإلحاد، و عن نطاق معظم ما يقال من قبل أصحاب الأديان. و قد أتطرق في مقال آخر إن شاء الله لمسألة الدين و العلوم من منطلق يختلف نوعا ما عن منطلقات القائلين بالإعجاز العلمي.

كتبه معين بن جنيد

  1. حسب ما تشير الإحصائيات. على سبيل المثال دراسة في مجلة نيتشر -الطبيعة-: http://www.stephenjaygould.org/ctrl/news/file002.html []
  2. المصدر: مقابلة شخصية مع ريتشارد داوكين على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=Pm4HbqUKmY0 []
  3. المصدر: http://www.adherents.com/Religions_By_Adherents.html []
  4. بعض الفيزيائيين يرون أنه بإلإمكان اختبار فرضية وجود الخالق و نفيها تجريبيا! سأتطرق لبعض كلامهم في هذه المقالة، و أكثر تفصيلا في مقالة قادمة إن شاء الله []

6 آراء على “هل تساهم العلوم في توطيد الإلحاد؟”

  1. العلوم لا تسطيع نفي وجود الأله او اثباته هي بالأحرى تعمل و تبدع و تجرب و تصل ولا تشغل بالها باي شئ أخر … الحقيقه العلميه ثابته و واضحه انما تفسيراتها هي مجرد فرضيات يحاول العلماء بها أثباتها بعيدا عن تدخل قوى ما ورائيه لانها تعتبر خيانه للبحث العلمي …
    اما بالنسبه للتطور بواقع اني مؤمن به فالتطور عموما لا يضع أجابه لماذ أخذ الأنتخاب هذا التوجه أو سلك هذا المسلك .. انما كل ما شغل بال العلماء انه كيف حدث التطور .. و الأجابه أجدها شافيه و كافيه دون تدخل اي قوا ميتافيزيقيه غيبيه .. فمن منطلق الأسلام .. يقول الأنسان ان الله خلق الأنسان في أحسن صوره … ولدينا من العيوب الخلقيه .. لا أقصد بها الأمراض الوراثيه .. او كما يقال عنها congenital anomalies .. فمثلا recurrent laryngeal nerve مساره الطويل عديم الفائده مما يعرضه للأصابه بالقطع في اي من مساره دليل واضح على عيوب خلقيه بالانسان … و البقايا العضويه من أسلافنا عديمة الوظيفه مثل tonsills التي ليس لها وظيفه سوى الألتهاب و الاصابه بوجع الحلق ..
    عامة العقل الأنساني ماده شديده الحياديه تستطيع بها اثبات كل شيء او نفيه .. او كما قال كانت أعطني 15 دليل على وجود الله أعطيك 15 دليل أخر على نفيه .. ايضاً بالعقل لا تسطيع اثبات شيء .. الأمر في غاية الصعوبه بل هو بالمستحيل … عليك ان تخوض في كل العلوم البيولوجيه و الفيزيائيه و الفلسفيه و المنطقيه و التاريخيه .. لكي ان تصل الا يقين او لا تصل له …
    لكن بفرضيه ان الكتب السماويه من لدن حكيم عليم ليس بها عوار فهي تحدثت عن العلوم الطبيعيه و البيلوجيه باسلوب بدائي .. بالأضافه الى تلك الأخطاء فيها لديك مراحل تكوين الجنين مثلا .. و تكوين العظم قبل اللحم ..
    كلا أدري ادرك تماما ابعاد الخطأ الفلسفي الذي نقع فيه .. هو التفكير في أصل الأشياء من منطلق ان لكل سبب مسبب أقوى منه قادر على أيجاده .. لكن لا نفكر في وجود الأله من اين جاء و كيف وجد من نفس المنطلق .. لهذا السبب اقام الدينيون العواقب اما هذا التفكير بالترهيب و الوعيد الشديد ..

    لذلك محاولة أثبات الله بالعلوم الحديثه لا تعدو كونها محاوله تشابه تماما محاولة الملحدين للخوض في الأتجاه المعاكس .. و كل منهم يتغافل او يتناسى الأسئله التي تشكك في توجهه ..انا أعتقد الأمر أكثر تعقيدا

    1. شكرا Reo
      كثير مما قلت يتفق مع مقالي، لذلك أتوقع أننا نتفق على قضية أنه لا يمكن إثبات أن نفي الخالق من خلال تجربة علمية. و لذلك سمي المؤمن مؤمنا! و عليه فإنه من الخطأ أن يقول الملحد أو المؤمن بغير ذلك. و لكن من المقبول أن يوضح كل طرف كيف أسهمت العلوم في تشكيل تصوراتهم الخاصة عن الكون و عن مسألة وجود خالق.
      عندما أناقش بعض زملائي الملحدين -هنا في بريطانيا- فإن المدخل الأول و الأهم للحوار هو: إمكانية وجود خالق. بعد ذلك يمكن أن نناقش أحد الأديان.
      بالنسبة للقرآن و آيات تطور الجنين. أجد أنه من الخطأ الإصرار على تفسيرها بالشكل الذي أشرت إليه. تحديدا قضية تكوين العظم قبل اللحم. لا يوجد في الآية ما يشير إلى ذلك. كل ما تشير إليه الآية هو أن اللحم يكسو العظم. لم يذكر من خلق قبل من: بالذات عندما ذكر العظم و اللحم. في حين أنه من الواضح أن الآية تقصد صراحة أن المضغة سبقت العظم. و لكن تفسير النطفة و العلقة و المضغة فيه مجال واسع للقول. لذلك يخطئ الطرفان -المؤمن و الملحد- عندما يحمل كل واحد منها الآية ما لا تحتمل.

  2. شكرًا أخي معين على الموضوع
    ولي بعض التعقيبات على كلامك وكلام الأخ صاحب الرد الأول Reo منها اتفاق ومنها اعتراض
    قلت في البداية (أغلب علماء العالم ) فإن تقصد علماء الطبيعيات فهؤلاء لا لدخل لهم في موضوع الخالق من ناحية التخصص فكلامهم ككلام متخصص اللغة الذي يتكلم في الطب ، وهذه المسألة مرتبطة بالعقليات والفلسفة والغرب ليسو متقدمين علينا في هذا المجال بل هم تبع تقدمهم محصور في الطبيعيات لا أكثر ولا أقل نعم هناك ارتباط بسيط لكنه ليس ما يعول عليه في المقام الأول في هكذا مباحث ، ومن ثم فكما قلت نحن نقول ان الاقرار بوجود الخالق فطري لا يحتاج للاستدلال إلا لمن فسدت فطرته فلابد له من النظر ، و الأدلة توجد في كتب العقائد لا كتب الاعجاز العلمي ، ذكرت نقطة رفضهم الدين لأنه لا يمكن اختباره تجريبيا !!! من يقول بهذه المقالة فهو مع احترامي الشديد أحمق لأن المنهج التجريبي لايمكن به اثبات كل شيء فقط أشياء محددة بالخصائص الفيزيائية التي تدرس في البدايات ( كتلة ، طول ، شحنة ، طاقة …. وكل هذا الله منزه عنه ويمكن نقضها بأنك إذا حصرت التجربة كالأداة الوحيدة (كل ما لا يمكن إثباته تجريبيًا فهو غير موجود أو غير صحيح ) فهي تدحض نفسها بنفسها ، كثير من الملحدين يظن إن الإله يستخدم لتفسير ظاهرة لا تحكمها القوانين فقط عبثية وعشوائية فإذا وجد القانون تخلص من فكرة الإله فيتوهم أن الإله على النقيض من القانون ولكن هذا خطأ فالإله نستدل على وجوده بوجود القوانين هو أوجدها نحن لا نؤمن بإله عبثي ولا يمكن إلا أن يكون الإله هو سبب وجود الانتظام في هذا الكون ولايمكن أن يفسر وجودها بقانون لأن هذا سيدخلنا في تسلسل ممتنع ، وهنا مغالطة معروفة وهي ما لا أعرف فائدته فلا فائدة منه وهي ما يعتمد عليه في نظرية التطور لنفي كون الإنسان في أحسن تقويم لا أريد الدخول في نقطة التطور فأنا غير مختص في هذا المجال ، وهنا نقطة مهمة كأني فهمتها من كلام Reo وهي قوله (بالعقل لا تستطيع إثبات شيء) أنه ينفي حجية العقل !!!!!!!!!!!!! ، هذه الجملة ببساطة ذاتية الدخض وهي كذلك تستلزم عدم حجية كل ما يعتقد أن يصدق به من وجوده هو أو ونظرية التطور التي كالعقيدة عندهم وكل كل شيء ….. ، نقطة في كلامك أستاذ معين عن تسمية المؤمن مؤمن أنها لعدم الدليل وهذا غير الصحيح البتة فالإيمان هو الإقرار بالشيء عن تصديق به هكذا نعرفه وهو فطري وكذلك تعضده الأدلة العقلية لا التجريبية وإن كان يمكن الاستدلال عليه بشكل غير مباشر بأدلة تجريبية حيث بالتجربة وجدت القوانين ووجدت الأنظمة التي لابد لها من منظم حيث يمكن أن يكون هذا النظام على غير ماهو عليه فهنا تخصيص ولابد له من مخصص فإن كان من العالم فهذا دور ممتنع وإن من غير العالم فهو ربنا جل جلاله ، وفي كتب العقيدة تبسط هذه الأدلة .
    وشكرًا على الموضوع واعذرني فأنا أكتب على عجل

    1. شكرا لمداخلتك،

      و أجد أنني أتفق مع معظم ما تقوله. مسألة أن الإيمان تعضده الأدلة العقلية، نعم، و لكنني أقصد الدليل بالرصد و التجربة -لأن موضوعي يخص العلوم الطبيعية بالتحديد-. و لو كان يوجد دليل تجريبي على شيء فلا يصح استخدام كلمة إيمان. مثلا لا تقول أؤمن بوجود الشمس. بل تعرف لأنك ترصدها. لا تقول أؤمن بوجود الميكروبات لأنك ترصدها بالمجهر… إلخ. هذا ما قصتده عندما استخدمت كلمة إيمان. و لكن كما تفضلت أنت، أحيانا يتم تعزيز الإيمان بطرق أخرى. و لكنها قد تكون محط جدال بين المؤمن و غير المؤمن، و هو الحاصل اليوم.

      القضية واسعة، و تتطلب منا كمسلمين دراستها -كل في مجاله- و الكتابة عنها. و لكن كثيرا مما يطرح في الساحة -من قبل كتاب مسلمين- يفتقر للعمق الكافي و الدقة.

      تحياتي لك

  3. ما المقصود بالتطور الميروبيولوجي الذي ذكرت أنه ثابت ومرصود تجريبيا .. وما أدلته؟ وما الفرق بينه وبين التطور النوعي، أرجو أن تحدثني أكثر

    وأشكر لك جهدك وأتمنى لك التوفيق والاستمرار في خدمة العلم

    1. أهلا أخي أحمد،
      أولا أحب أن أنبهك أنني لست متخصصا في التطور، ولكن معلوماتي عنه أستقيها كباحث في العلوم الطبيعية (وتحديدا الفيزياء) من الكتب المرجعية والأوراق العلمية. لذلك سأنقل لك بترجمة و تصرف التعريفات من الكتاب المرجعي: Evolution: An Introduction by S. Stearns and R. Hoekstra، الطبعة الثانية.

      التطور الميكرويّ هو: عملية التطور ضمن تجمع كائنات من نوع واحد و في نفس الظروف البيئية، شاملة التكيف و التطور المحايد.

      و ما كنت أقصده بالتطور النوعي -و هو تعبيري الشخصي و ربما أنه ليس دقيقا- هو التطور الماكرويّ و هو: أنماط التطور على مستوى و أعلى من مستوى النوع، شاملة معظم التاريخ الأحفوري و النظاميات.

      و إذا أردت أدلة و معلومات عن كل هذا فأنصحك أن تقرأ كتبا مرجعية في الموضوع، و لكن من ضمن المواقع المعتمدة التي تتكلم عن التطور الميكروي لعامة الناس، هذا الموقع من جامعة بيركلي:
      http://evolution.berkeley.edu/evolibrary/article/_0_0/evoscales_03

      أيضا قراءتي لكتاب هل التطور حقيقة تجدها في المدونة و إن كنت أعترف بأنه ربما صعب القراءة لأنه طويل و لأنني لم أعرف الأسماء و إنما نقلتها باللغة الإنجليزية، فربما يتضايق القارئ من هذا. و لكن في النهاية ما أنا إلا قراء لكتاب و لست متخصصا في الموضوع. و إن كان موضوعا يستحق أن نتعرف عليه جميعا سواء متخصصين في العلوم أو مثقفين مهتمين أو غير ذلك.

      تحياتي الصادقة.
      مَعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *