لذلك، عندما كثرت مشاكل الحج، و خصوصا عند الجمرات حيث تحصل الإختناقات و يقع الدهس في أحايين كثيرة، و عندما وجد القائمون على الحج أن السيطرة الأمنية العامة لا يمكنها وحدها أن تحل المشكلة؛ استعان المسؤولون بعالمين فيزيائيين من ألمانيا**، لهم باع طويل في دراسة أنماط الحركة و التدفق البشري، و أسباب و كيفية حدوث الكوارث البشرية الناتجة عن الزحام.
و قاما بدعم من الجهات المسؤولة و بمشاركة مسؤول سعودي بدراسة لقطات تم تصويرها بالفديو في حج عام ١٤٢٥هـ، حيث انتشرت الكاميرات الخاصة بهذه الدراسة في أرجاء مشاعر الحج. و نتج عن ذلك تحليل للموقف، و كيفية تحول السير الطبيعي إلى السير ثم التوقف المفاجئ ثم الاضطراب (و هنا تقع الكارثة). و بعدها تم اقتراح تغيير تصاميم الجسر و المناطق المحيطة به، و تحسين طريقة الإنسياب، لتكون من عدة جهات، و ليكون السير في اتجاه واحد، و غير ذلك من التوصيات.
و عندما نفذت الدولة مشكورة تلك التوصيات، بان أثرها واضحا على حجج ما بعد ذلك العام، و لله الفضل من قبل و من بعد. و بهذا يتضح لنا دور الفيزياء في تطوير و تحسين مرفقات الحج، لينعم المسلمون بحج سليم مخطط له بدقة في سبيل خدمتهم، و لا حرم الله مسؤولينا الأجر.
ربما يحسن لي أن أختم بتذكير القراء، أن المسؤولين عن الحج قد أرسلوا بعثة للاطلاع على تجربة الصين في التحكم و إدارة الحشود في بكين حيث الألعاب الأولمبية، و لا عجب أن نعرف أن الفيزياء تفيدهم هناك أيضا!
رائع ومعلومة جدا مفيدة لانك ربط الفيزياء بواقعنا وممكن احد يبداء يهتم بالفيزياء لانه دائما يقال ايش حنستفيد من هذه القوانين فجزاك الله خير
حبذا لو كان رابط البحث يمكن الضغط عليه !
تم تفعيل الرابط. شكرا للتنبيه!